Wednesday, March 26, 2014

ست حقنة

كان سهل قوي زمان واحنا عيال انك تاخد حقـنة .. كان حوالينا دايماً في حد بيدي حقنة ، حد عادي مش دكتور ولا صيدلي ! جارة عزيزة ، صاحبة ماما ، حد جاي يزور في بيت جدتي بالصدفة فتاخد الحقنة بسهولة ، سواء كنت نايم في سريرك لسه الحُمة مكسراك أو اتحسنت شوية فبتلعب وتتنطط عادي كطفل أصيل مبيضيعش وقته  ويندهوك عشان طنط فلانة هنا وممكن تديك الحقنة. و حتى حين يتعذر وجود هذا الحد العادي، كان اخدان الحقنة مشوار لطيف ، يبشر برانديفو شخصي جداً مع ماما لا يشترك فيه أحداً اخر من أفراد الأسرة، مشوار في الشوارع التي كانت زمان تحسها كبيرة جداً والمسافة تحسبها طويلة جداً، ونمشي كتير عشان ممرضة دمها خفيف تديك الحقنة في حين ماما مدياك حضن أمومي عنيف بقصد انك متفلفصش ولو انك مترجم الحضن بحب شديد  يخليك مش حاسس  بالحقنة قوي ، وفي سكة الرجوع هتعدوا تشربوا عصير قصب سوا ويمكن تعدوا تشتروا مجلة ماجد أو سمير أو لغز جديد مش موجود عندنا في رف مكتبة التليفزيون اللي فيه كتب العيال!

الحقنة طول عمرها بايخة، بس بقت أبوخ لما اخدانها بقا متعذر كده اليومين دول! في فترة ما كان لازم لأسباب صحية اني اخد حقنة

كل يوم، وكان عندي مشاكل متعددة في اني اختار ازاي هأخذ الحقنة انهارده. كنت متغاظة جداً من فكرة اني هنزل كل يوم اخد حقنة ، مش ناقصين مشاوير يعني خصوصاً لما نبقى ساكنين في الرابع من غير أسانسير، فلجأنا أول ما لجأنا لأننا نكلم الصيدلية تبعتلنا حد يدي الحقنة، ده كان أول النكد في اني أدرك ان اللي هيدي الحقنة هو الشاب طيار الدليفري اللي والله رغم أدبه مش هقدر حقيقي احط وشي في وشه لو جبلي أدوية بعد كده، ففكرنا كل يوم نغير الصيدلية إلا اني قلت كده تبقى الكسفة متوزعة ومش هقدر أطلب أدوية دليفري بعد كده أبداً والامر حقيقي مايسلمش!  خلاص هاخد الحقنة أثناء نزولي لأداء أي مشوار ،  وكان الصراع اني ألاقي صيديلة فيها مكان مش مكشوف وفتاة ظريفة تديني حقنة! إلا ان الموضوع كان كأني بدور على معدن كربوني نفيس في شوارع الكومباوند اللي احنا ساكنين فيه، يأما الصيدلية مفيهاش مكان انساني غير مجروح اخد فيه الحقنة، يأما الأنسة الدكتورة لسبب ما عجزت عن تفسيره مبتعرقش تدي حقن فهيديهاني برضه شاب الطيار الدليفري! حلى الأخير كان اني ادور على مركز طبي – مستوصف يعني قبل ما الكلمة دي تبيقى بيئة -  وهناك المفروض الاقي ممرضات كتير يدوني الحقنة لكن برضه تعذر وكان التمرجي في الاخر هو صديقي الصدوق أمين سر الحقنة ، عدى الأمر في أول عدة مرات في سلام ، التمرجية تعمل علي شيفتات مما يضمن عدم التعرض لنفس التمرجي أكتر من مرتين والمكان مجهز تماماً لسهولة وأمان أخدان الحقنة! إلا اني في يوم مشئوم بعد ما الراجل جهز الحقنة وانا مش مدية خوانة حسيت بشكة الحقنة من غير مااحس بسقعوية قطنة السبرتو قبلها فاكتشف بلا فكاكة ان التمرجي بيديني الحقنة من غير مايطهر قبلها ولا بعدها لأنه مجابش قطنة بسبرتو أصلاُ ومعهوش غير قطنة ناشفة هو مقتنع انها معقمة لأنها طالعة من الكيس وهو مصر انه مش ضروري قوي يعني وبتحدي بيقول  "طيب يعني أشيل الحقنة تاني ولا اعمل ايه"! اخذنا وصلة خناق وزعيق شهدنا فيها الدكتور والادارية اللي في المركز اللي قعدوا يهدوني وياخدوا بخاطري وهما بيأكدوا ان نسبة التلوث واحد في المليون ويقرر الدكتور المسئول يرجعلي 3 جنية تمن ضرب الحقنة كادو من المركز وربما بدل تلوث... خرجت وسمعت التمرجي من الشباك ببيرطم "أما انت ست حقنة صحيح" ....

ونبي انت بس اللي مش عارف قد ايه طقس الحقنة كان طقس حميمي جليل ... عشان تدي حقنة ضروري تكون شخص قد الحقنة وجايز حقنة انت ذات نفسك!