لست بالكاتبة النشطة ... و أبداً لم أكن
تنتابني منذ فترة ليست بالقــليلة حالات متكررة من الرغبة في الكتابة... كل اللحظات و الساعات و المواقف في الأيام الحالية اجدني اترجمها سريعاً إلي كلمات و أسطر .. و أسارع بتدوينها في أحد المفكرات التي دائماً ما أحمل أحدها في حقيبة يدي .. أو علي أي قصاصة ورق أجدها أمامي ... و كثيراً ما تنتابني نوبات الرغبة الملحة في التعبير بالكتابة أثناء القيادة في شوارع القاهرة المزدحمة و لاستحالة التدوين أثناء القيادة .. يستمر عقلي في تكرار ما أريد كتابته إلي أن أكون شبه حفظته علي أن أدونه في وقت لاحق
في جميع الحالات لا تري الكتابات النور ... سواء احتفظ بها عقلي أو خرجت علي إحدي قصاصات الورق .. فدائماً تظل مكانها ولا تكتمل.. منذ طفولتي و أنا تنتابني حالات تقمص الهوايات المشتتة الغير مكتملة .. تقوي أو تخبو حسب الحالة المزاجية و الانشغال العام .. و رغم أني في قمة فترات الانشغال الان .. إلا أن الرغبة ملحة جداً هذه الأيام
ربما كان اصرار العقل الباطن علي ايجاد مساحة شخصية هو السبب، خاصة و هو علي مشارف أن يجد نفسه بكامل إرادته تحت حماية عقل باطن أخر .. وجب عليه بموجب التعاقد أن يشاركه كل شئ
أو ربما هي فقط الرغبة في الانفصال بممارسة شكل اخر من التعبير
أو هو ذلك الحلم الذي أخذ يتراقص من بعيد .. حين رأيت الاسم المطبوع علي إحدي صفحات الجرائد دون أن اسعي إلي ذلك أبداً .. الحلم الذي يحرضني أن أتجاوب معه بعد أن تم اهماله هو و غيره لفترات طويلة
*********
الواحدة و النصف بعد منتصف الليل .. لا أري سبب يستعدي ما أفعله الأن
الأحداث سريعة جداً في العالم الخارجي حولي .. الشعور بالانشغال يسرقني
و الزمن داخلي متوقف ..
علي طاولة الطعام العريضة في النصف الشرقي من منزلنا .. استخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بأختي و اتجاهل الأخر البطئ القابع أمامي في الطرف الأخر من الغرفة
أعمال كثيرة يجب علي انجازها .. كلها مملة و خارجة عن المزاج الحالي بشدة .. الرغبة في الاسترخاء ملحة جداً منذ الصباح ...و إن حاولت كثيراً عدم الاستسلام لها
الرغبة في الحديث تتضاءل بشدة
يبدو لي كل ما يقال سخيف سخيف ... دون المستو
يخنقــني رنين الهاتف
أجلس هناك ... اسند رأسي - كعادتي - علي كفي ... أداعب خصلات شعري .. و أغالب النعاس ... أريد أن اسمع الموسيقي و لا أجد أي من الأغاني المفضلة لدي علي هذا الجهار .. أنظر إلي جهار الستريو الضخم في الجانب الأيسر من الغرفة و اتكاسل أن أقوم لأديره .. أتجاهل الرغبة بلا مبالاة
كأن كل ما حولي يتأمر ضدي
لا اهتم
أمامي كوب فارغ و زجاجة الفيروز تفاح فارغبة ... بعد أن شربتها شعرت أكثر بالعطش
أتأمل لون الخشب من حولي .. يبدو أحمر أكثر من الازم ... أتذكر الخشب و الألوان و المهندس .. و امتعض .. أقلب شفتي في قرف ...
الكتاب مفتوح أمامي ... يجب أن انتهي الليلة من العرض التقديمي المطلوب تسليمه في المحاضرة
القادمة .. أعلم أن لدي يوم شاق و مزدحم غداً و لكني أتجاهل الرغبة في النوم أيضاً
بنتابني الشك في كل ما حولي .. هل تستهويني تلك الدراسة ... هل أرغب أصلاً في العمل ... هل أريد اتمام أي من المشاريع الحالية
اهز كتفي لاسقط كل الشكوك و اعود لحالة اللامبالاة... الانغماس في العدم أفضل
لا يعنيني ... فلتتسارع الاحداث أو يتوقف الزمن