Saturday, November 22, 2008

ويمكن بـتتحقق الأحلام



كتاب" السابعة والنصف مساء الأربعاء" أول اصدار للكتب خان وأول تجربة نشر للكتاب الثمانية المشاركين بنصوصهم في الكتاب! ذ
مبروك للجميع ولي أنا بالأخص
:) :) :)
حفل اطلاق الكتاب يوم الاثنين 24 نوفمبر 2008
الساعة السابعة والنصف مساًء
بمكتبة الكتب خان بالمعادي
لا يكون الاحتفال دون حضور الأحباب
منتظرينكم

Tuesday, November 18, 2008

أضغـــاث أحلام

جلست وأخذت تحكي "جاءتـني في المنام، أول مرة تأتيني في المنام. كانت جالسة هكذا في مكان واسع به تجمع من البشر فيه الكراسي مصفوفة جانب بعضها البعض" ذ

أكان صوان عزاء؟" تسألها الأخرى "
"
لا أعلم بالظبط، ولكن لا اعتقد. كانوا فرحين على ما اذكر! كانت تجلس بجانب زوجها وجانبهما شخص آخر لا أذكره، ربما إحدى بناتها أو ربما إحدى أخواتها ... لا اذكر بالتفصيل، لكنه شخص صافحته هو الآخر"ذ
`
تقولين كانت تضحك؟" تستفسر باصرار "
`
"
ممم، اعتقد ... كانت مبتسمة، وجميلة جميلة ... سمينة كما كانت" وتوسع هكذا بين ساعديها وجذعها دليلاً على الامتلاء. "ووجها المدور عليه المساحيق فيبدو خداها كثمرتي تفاح متوسطتين" وتكور كفاها أمام وجهها دليلاً على الانتفاخ. "كانت حلوة كما كانت دائماً، بشعرها القصير ملون بالحنة الحمراء مصفف إلى أعلى" وتصنع حركة نصف دائرية بكفها إلى الأعلى وتقول "هكذا". ذ
`
تسألها "تقولين صافحتيها؟" ذ
`
"
نعم، نعم، صافحتها" وتعقد بين حاجبيها محاولة التذكر "بل أخذتني بين ذراعيها تضمني كأني أوحشتها"ذ
`
ترد عليها "من المؤكد أوحشتيها. هل ضمتك بقوة؟" ذ
`
"
نعم، بقوة! أتعرفين قالت لي كثيراً أنها تفتقدني وتقتقدنا كلنا، واثـنت على شكلي وملابسي. أخبرتني أني أبدو جميلة كالقمر" ذ
`
"قالت هذا .. وماذا أيضاً؟"
`
"
ممم .. لاشيء .. لم تقل أكثر من ذلك! لكني أكدت عليها أنها أيضاً تبدو جميلة كما عهدناها دائماً" ثم تضيف هامسة "أأمل أن يكون هذا هو حالها"ذ
``

تتمتم الأخرى "أكيد .. يقولون لقاء الأموات حقيقة" ذ
`
الأولى "آمين" ذ

`

Saturday, November 15, 2008

سكر مرشوش في طبـق منقـوش *

تباغتني الحقيقة المُرة .. الناس تكبر! لا، عليّ أن أواجه الحقيقة بشجاعة أكثر.. أنا كبرت. ذ
ذ
أقف أمام شباك شئون الطلبة ,أقول للسيدة المتأففة الواقفة بالداخل أني أريد شهادة مفصلة بدرجاتي خلال سنين الدراسة وأضيف بعدها "دفعة 2000" .. تنظر لي بقرف وتخبرني أن أتوجه إلى القاعة الواقعة في أخر الممر إلى مكتب "شئون الخريجين". ذ
ذ
هناك حقائق تخبطنا فجأة فنفيق على قوة نورها أو حتى ظلمتها ... أثناء الانتقال من وظيفة لأخرى يصبح لدي مساحة فارغة من عشرة أيام إلى أسبوعين، عادة اقضيها في الانتقال بين المصالح والهيئات الحكومية لاتمام أوراقي واستخراج بعض المستندات التي لا يسعفني وقتي أيام العمل لاتمامها. استيقظ بكسل لأتوجه إلى جامعة عين شمس، عليّ اليوم استخراج شهادة درجات تفصيلية للأربع سنين الدراسية التي قضيتها بالجامعة. ذ
ذ
جاء قرار استخراج الشهادة، بعد أن قضيت عدة أيام أبحث في أدراجي عن نسخة منها كنت قد استخرجتها سابقاً .. عبثاً، فعادة حين تبحث عن شئ فإنك لا تجده – هذه حكمة معروفة، ولكني عاندتها بغباء ربما تثبت لي الحكمة فشلها. ذ
ذ
أنا مصابة بهوس الكراكيب، المساحات لا تعني شيئًا دون تلك الأشياء التافهة التي أودعها بها. أمنيتي أن تتاح لي كل المساحات الممكنة لتبقى فيها أشيائي مطمئنة. فلا أضطر مثلاً لأن أتخلص من كتاب قديم حتى ولو لم يعجبني لأن رفوف الكتب لم تعد تستوعب أكثر مما تحمله وأصبحت الكتب ملقاة على جميع الأسطح المحيطة، ولا أن أرمي رزمة من الأوراق التي سبق أن كتبت فيها ملاحظتي أثناء درس الفلسفة في الثانوية العامة حيث أني لم أتخصص في الفلسفة وكانت أخر علاقتي بهذه الأوراق عام 96، ولا مثلاً أن أرمي أو أعيد استخدام شريط "افتكرني" لمصطفى قمر الذي اشتريته اعتقاداً في حب مراهق لم يتحقق، فأرميه الآن لأنه لم يعد لدينا أصلاً مشغل لشرائط الكاسيت وأصبحت الموسيقى كلها متاحة على الانترنت بسهولة ... ناهيك عن ألبومات الصور، والملابس القديمة، والمجلات التافهة، والمقالات المختلفة التي قصصتها من جرائد مختلفة، وهدايا السفر، وكروت المعايدة، وبعض الألعاب الباقية من الطفولة .. والذكريات ... الذكريات الكثيرة. ذ
ذ
في بيتي الجديد غرفة خالية من الأثاث، تركناها غير مفروشة لأنها زائدة عن حاجتنا الحالية وربما نحتاجها فيما بعد لخططنا المستقبلية. لكن الغرفة ظلت خالية وتحولت مع الوقت إلى مخزن لكل ما أرى ضرورة الاحتفاظ به رغم عدم وجود مكان له في المنزل. أنا لا أعلم لماذا أقول بيتي الجديد، أسكنه منذ ثلاث أعوام، ربما لأستطيع الإشارة إلى بيتي القديم حيث أمي وأخواتي وكراكيبي القديمة. أول ما انتقلت، كنت أحن إلى غرفتي جداً فقررت أنا أخذ مكتبي القديم – بكراكيبه – ورحبت أمي جداً لأني هكذا أريحها من بعض التكدس. أودعت المكتب بالغرفة الخالية ونظرت له بحنان وكأني اطمئن على أني احضرت بعضاً مني إلى البيت الجديد.ذ
مر الوقت وابتلعت الكراكيب الغرفة .. كلما زارني أحد أغلق باب الغرفة جيداً وأقول للناس وأنا أصحبهم بعيداً عنها – دي بقا أوضة الفيران. ذ
ذ
جننني البحث عن الورقة ... فقمت في صباح اليوم التالي عازمة أن أخوض كارثة أدراجي بحسم. سأضع حد لما أنا فيه! أبحث على الانترنت عن أفكار سهلة للتخلص من الكراكيب وتأتيني نتائج البحث بأن أتخلص من كل ما لم أرجع إليه أو استخدمه خلال السنة فائتة.ذ
ذ
كأن في قلبي ثقب ... كأن في قلبي حفرة ... هكذا شعرت حين قررت أن أرمي هذه الأشياء التي حيرني احتفاظي بها وأنا ابحث عن الشهادة. جمعتها كلها في كومة كبيرة على الأرض وجلست جانبها أحدق بها ثم تركتها دون أن أرميها. ذ
ذ
اليوم ذهبت إلى الجامعة؛ كالغريبة أمشي في مكان كنت أدخله يومياً لأربعة أعوام متتالية ... كنت واثقة جداً حين أدخله، أعرف الناس كلهم بالداخل، اعرف الأماكن، اعرف ماذا سأفعل وكيف سأقضي وقتي. أما الآن، أنا لست بمكاني .. انظر لنفسي بالكعب العالي وحقيبة يد نسائية صغيرة وملابس رسمية من الرمادي والأبيض فافطن إلى أني بالضرورة أبدو خارج السياق، انظر للبنات والأولاد حولي ، أتأكد أني لم اعد انتمي. أخذت الورقة من مكتب شئون الخريجين وأنا أفكر "يــاه .. احنا كبرنا قوي"ذ

حين عدت للمنزل دخلت إلى الغرفة ونظرت بحنين إلى الكومة التي حضًرتها بالأمس، كأنها كل ما تبقى لي.. أجلس جانبها وأفضها بسعادة وأنا اعيد الأشياء إلى أماكنها. يُسد الثقب في قلبي وارتاح. ذ

أخلص إلى نتيجة واحدة ... العمر طبق كبير .. مساحة واسعة، كل خطوة أخذتها أحدثت به نقشاً. وكل ذكرياتي الحلوة المُرّة، كل نجاحاتي وانجازاتي وحتى فشلي، كلها قطع السكر منثورة على صفحة العمر الواسع .. وللسكر حلاوة لا نستطيع مقاومتها، ولذلك نحتفظ بذكرياتنا على شكل كراكيب تـذكرنا بالعمر الذي مضى!ذ
ذ
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
`
ذ* العنوان من أوبريت اللعبة للأطفال – أداء الفنانة نيللي