Thursday, April 14, 2005

ما تحت القشرة الصلبة

هشة جداً من الداخل .. رغم كل ما يبدو من صلابة و قوة .. فأنا هشة جداً من الداخل .. أمس قال عني قريبي واصفاً إيـاي بين أخواتي " دي بــقا أشرسهم .. بس أجدعهم " ... أرد غاضبة .. أنا شرسة يا مفتري !؟؟
ربما يرونني شرسة .. ربما يرونني من القوة حتي يظنون أن لن يهزموني يوماً ... و لكن من أعماق أعماقي اعلم كم أنا ضعيقة جداً من الداخل .. رغم كل الاصرار يومها و كل العناد .. مع كل التنويهات و التهديدات التي أطلقتها في هذا التــاريخ البعيد ؟؟؟ أعوام مضت
لم اشعر أبداً أن شيئاً انكسر إلا اليوم .. شئ داخل الروح انكسر .. ملأته الشروخ دون أن اعي .. و اليوم
!! حين اشتد الطرق .. بكل هشاشة انكسر

Saturday, April 09, 2005

المزاج المقلوب

شيئاً ما في هذا المقهي يجعلني أفضل حالاً
استقيظ أحياناً لأفاجأ بالمزاج المقلوب بلا أي داع أو سبب منطقي
و لكن لأن حالات الإنقلاب المزاجي يصاحبها حالات اللا منطقية لم ابحث كثيراُ عن السبب
يداهمني هذا الشعورمنذ الصباح ... و حاجتي بألا أمارس أي نشاط تتفاقــم
و لكني مجبرة علي الذهاب إلي العمل و قيادة السيارة و الحديث مع زملائي و القيام بمحادثـات هاتفية .. يخنقــني الاحساس بأنني بجب أن أتجاوب مع الحياة المحيطة
أحاول أن أتنجنب الحديث و الكلام و الاندماج
لا أعلم لماذا حين تجتاحني حالات المزاج المقلوب بدلاً من أن أحاول التنخلص منها فأني أغوص فيها عمداً
أتجاهل تاريخ اليوم الذي يطل علي من الركن الأيمن في أسفل شاشة الكمبيوتر
ماذا يعنيني .. يوم كأي يوم .. تاريخ مثل كل التواريخ .. تحتقن الدموع في جانبا عيني
أحث يومي أن يمر سريعاً و قررت أخيراً أن أحاول مواساة نفسي بأن أهديـها شيئاً محبباً
محاولاتي قي مصالاحات النفــس بسيطة .. اتجهت بلا وعي إلي متجر الكتب الفاخر علي ناصية الشارع المزدحم الذي أحبه و أنا اعد نفسي بالفرجة فقط .. لا مجال للشراء اليوم إنها نهايات الشهر
اجوب اروقة المتجر و أجول بنظري بين الأرفف .. اختار رواية و ثــانية .. كتاب أخر و انتهي بخمس كتب متجاهلة قراري السابق بعدم الشراء ... اعد ما معي من مال متبقي و اتذكر أنه يجب علي شراء حذاء جديد لمناسبة قادمة .. اتحاهل التفكير في ذلك ربما اتحرجي أني وصلت أمام عامل الخزينة و لا يمكنني أن أنسحب من أمامه فجأة
انهي عملية الشراء .. يناولني المال المتبقي و فاتورة الشراء .. أحشرهم دون اهتمام في حقيبة يدي المفتوحة
اتجه إلي المقهي المحبب ... الذكريات تتجلي داخله .. أخطو خطواتي السريعة الضيقة التي طالما كنت تسخر منها ... اتجاهل الذكري ... اطلب قهوتي الساخنة .. اتجه إلي أعلي و أجلس علي الكرسي العالي بجانب الحائط ... الكرسي غير مريح .. المكان مزدحم .. مكاني جيد حيث لا أواجه أحد من هذا الموقع .. لن يضايقني أحد .. و لن اضطر أن أمثل أني أفعل شئ أو أقرأ شئ .. استطيع أن أجلس فقط .. استطيع أن اصمت فقط
من موقعي أري كل من يمر أمام المقهي .. أري كل من يخرج و يدخل من الباب الزجاجي .. أتشاغل بالكتب التي اشتريتها .. اقلبها جميعاً و انتقي أحدها أقرأ فيه عدة أسطر .. أضعه إلي جانبي مفتوح مثبت علي وجهه .. اعبث في الحقيبة لأخرج الهاتف المحمول فيسقط المال الملفوف في فاتورة الشراء التي أعادها لي عامل الخزينة في متجر الكتب .. انزل من علي الكرسي العالي و انحني لألتقط أشيائئ من الأرض .. أصعد مرة أخري إلي الكرسي العالي .. أفتح فاتورة الشراء بلا سبب و أتأملها .. تتجمد ملامحي للحظة و ألقي الورقة من يدي في سخط .. لمادا يلح علي هذا التاريخ مرة أخري اليوم ألا يكفي كل ما أشعر به من حنق و ضجر.
تتجمع الدموع مرة أخري في جوانب عيناي .. و تغيب نظراتي في الزجاج المواجه ... تغيم الرؤية و لا أفسر ما أراه جيداً .. أشعر بالرعشة في أوصالي .. يحتضن كفاي فنجان القهوة الكبير أمامي ... و تسقط الدمعة التي أحبسها منذ الصباح الباكر ... منذ رن المنبه .. مند اسيقظت .. منذ أدرت محرك السارة .. منذ وصلت المكتب .. منذ قررت أن اتي هنا .. تغيم الرؤية أكثر و أضغط علي فنجان القهوة أكثر .. علي سطح القهوة مرسوم خطوط من البن لوجه يبتسم .. ربي .. لماذا يبتسم ليس هذا يوم للابتسام ... تتكاثر الدموع المتجمعة تتشوه الصورة و لا أدرك إن كان فعلاً يبتسم .. أضع المعلقة في الفنجان و أرفع وجهي في مواجهة الزجاج .. أري انعكاس صورتك غائم في الزجاج .. لا اتبين شيئاً من ملامحك .. انعكاس لصورة تشبهك ... و أراك كأنك في الجانب المظلم من المقهي .. تتناول قهوتك و أدهشني أنك ما زلت تضع ثلاث معالق من السكر في فنجانك كعادتك ... و أوجعني أن فنجاني مازال مر كما كان يومها .. أخبرك انك حيت ذهبت أخذت كل السكر من عالمي .

عند الإشارة تكون الساعة ...فيما بعد منتصف الليل

لست بالكاتبة النشطة ... و أبداً لم أكن
تنتابني منذ فترة ليست بالقــليلة حالات متكررة من الرغبة في الكتابة... كل اللحظات و الساعات و المواقف في الأيام الحالية اجدني اترجمها سريعاً إلي كلمات و أسطر .. و أسارع بتدوينها في أحد المفكرات التي دائماً ما أحمل أحدها في حقيبة يدي .. أو علي أي قصاصة ورق أجدها أمامي ... و كثيراً ما تنتابني نوبات الرغبة الملحة في التعبير بالكتابة أثناء القيادة في شوارع القاهرة المزدحمة و لاستحالة التدوين أثناء القيادة .. يستمر عقلي في تكرار ما أريد كتابته إلي أن أكون شبه حفظته علي أن أدونه في وقت لاحق
في جميع الحالات لا تري الكتابات النور ... سواء احتفظ بها عقلي أو خرجت علي إحدي قصاصات الورق .. فدائماً تظل مكانها ولا تكتمل.. منذ طفولتي و أنا تنتابني حالات تقمص الهوايات المشتتة الغير مكتملة .. تقوي أو تخبو حسب الحالة المزاجية و الانشغال العام .. و رغم أني في قمة فترات الانشغال الان .. إلا أن الرغبة ملحة جداً هذه الأيام
ربما كان اصرار العقل الباطن علي ايجاد مساحة شخصية هو السبب، خاصة و هو علي مشارف أن يجد نفسه بكامل إرادته تحت حماية عقل باطن أخر .. وجب عليه بموجب التعاقد أن يشاركه كل شئ
أو ربما هي فقط الرغبة في الانفصال بممارسة شكل اخر من التعبير
أو هو ذلك الحلم الذي أخذ يتراقص من بعيد .. حين رأيت الاسم المطبوع علي إحدي صفحات الجرائد دون أن اسعي إلي ذلك أبداً .. الحلم الذي يحرضني أن أتجاوب معه بعد أن تم اهماله هو و غيره لفترات طويلة
*********
الواحدة و النصف بعد منتصف الليل .. لا أري سبب يستعدي ما أفعله الأن
الأحداث سريعة جداً في العالم الخارجي حولي .. الشعور بالانشغال يسرقني
و الزمن داخلي متوقف ..
علي طاولة الطعام العريضة في النصف الشرقي من منزلنا .. استخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بأختي و اتجاهل الأخر البطئ القابع أمامي في الطرف الأخر من الغرفة
أعمال كثيرة يجب علي انجازها .. كلها مملة و خارجة عن المزاج الحالي بشدة .. الرغبة في الاسترخاء ملحة جداً منذ الصباح ...و إن حاولت كثيراً عدم الاستسلام لها
الرغبة في الحديث تتضاءل بشدة
يبدو لي كل ما يقال سخيف سخيف ... دون المستو
يخنقــني رنين الهاتف
أجلس هناك ... اسند رأسي - كعادتي - علي كفي ... أداعب خصلات شعري .. و أغالب النعاس ... أريد أن اسمع الموسيقي و لا أجد أي من الأغاني المفضلة لدي علي هذا الجهار .. أنظر إلي جهار الستريو الضخم في الجانب الأيسر من الغرفة و اتكاسل أن أقوم لأديره .. أتجاهل الرغبة بلا مبالاة
كأن كل ما حولي يتأمر ضدي
لا اهتم
أمامي كوب فارغ و زجاجة الفيروز تفاح فارغبة ... بعد أن شربتها شعرت أكثر بالعطش
أتأمل لون الخشب من حولي .. يبدو أحمر أكثر من الازم ... أتذكر الخشب و الألوان و المهندس .. و امتعض .. أقلب شفتي في قرف ...
الكتاب مفتوح أمامي ... يجب أن انتهي الليلة من العرض التقديمي المطلوب تسليمه في المحاضرة
القادمة .. أعلم أن لدي يوم شاق و مزدحم غداً و لكني أتجاهل الرغبة في النوم أيضاً
بنتابني الشك في كل ما حولي .. هل تستهويني تلك الدراسة ... هل أرغب أصلاً في العمل ... هل أريد اتمام أي من المشاريع الحالية
اهز كتفي لاسقط كل الشكوك و اعود لحالة اللامبالاة... الانغماس في العدم أفضل
لا يعنيني ... فلتتسارع الاحداث أو يتوقف الزمن