ولأن للبعاد الكلمة العليا فيطغى لفترات أطول، يضعف الحب ويتوارى خلف المسافات والأزمنة. ويظل البعاد يكبر بينما الحب يبحث لنفسه عن مخبأ أعمق وأعمق .. فنختلف أكثر ونتنافر أكثر، ثم نعلن حالات الطوارئ على أشدها، ويحين الوقت لنتلتقي واضعين حداً فاصلاً لما وصل إليه التعايش بيننا
يأتي الميعاد و نذهب عاقدين العزم .. أطلب قهوتي بمرارة زائدة، تطلب قهوتك يخالطها اللبن
ولكن لأن في حديثك حلاوة وفي عيناي نظرة معاتبة، نقدر على قطع مسافات البعاد ركضاً، تخرج بشاير الحب الخجولة من مخابئها
فيتضاءل كل ما حولنا، تصغر الفتارين و ثلاجات الطعام، تهدأ الإضاءات، يتحول الجالسون والعاملون إلى كائنات غير مرئية ويخفت ضجيجهم، تختفي تفاصيل وتكوينات الأماكن والأحداث بينما تطغى رائحة حلوى القرفة محرضة مع موسيقى موزار المصري المتصاعدة
ولا يبقى من المشهد إلا أنا وأنت تأخذنا الكاميرا في كادر بعيد بخلفية مطموسة الملامح .. نجلس معاً على مقعدين عاليين متكأين على طاولة عليها فناجين قهوتنا و أحاديثنا المتفرقة عن ولد وبنت أحبا بعضهما فتفتحت مشاعرهما ثم كبرا رجلاً و أمرأةً يذوبان عشقاً
ونعود للمنزل