Monday, June 09, 2008

للدنيا مذاقات مفرحة

أثناء يوم العمل، تمر لحظات ملل الساعة الثانية ظهراً ببطئ، أخرج ثمرة الخوخ التي أحضرتها في حقيبتي صباحاً، أقطع منها شريحة دائرية وأمسكها بأطراف أصابعي قبل أن تنزلق. أقضمها لتخرج كل حلاوتها وشرابها السكري وتتحول إلى شكل هلالي لونه أصفر مشوب بحمرة مشجعة. أقذف بها داخل فمي فتسعدني في خضم يوم أحد ممل متعب، فأعلن أن "الخوخ طعام مبهج".

ليلاً أجلس في المنزل جانبك أشتكي من يوم طويل لا ينتهي. متعبة أنا حتى أني لا أقوي على النهوض لأؤدي التزامات المساء التي بدت أشق من أي شئ آخر، لا أستطيع أن أقوم لأقذف أي طعام في معدتي الفارغة، ولا أن أقوم لأغير ملابسي الرسمية إلى أخرى مريحة فضفاضة، ولا أن أقوم لأصلي فرض العشاء وأنا أغالب النعاس. كل ما أستطعته أن أخلع حذائي وألقيه على الأرض تحتي لأجلس على الكنبة جانبك واليأس يتملكني من فرط التعب.
الجوع يقرصني ... فأحكي لك أني شاهدت الأسبوع الماضي فيلماً رائعاً عن رجلاً يعمل طباخاً ويعد الطعام لحبيبتة.
رددت مستنكراً "إيه الفيلم ده، هو في فيلم كده؟ مش عارف ليه حاسس إنك ألفتي القصة دي دلوقتي" أرد محتدة بأن الفيلم حقيقي وأنه بديع ومفرح وأنه يحكي قصة رجل أمريكي ذو أصول يونانية يملك مشروعه الخاص، مطعم على الطراز اليوناني يقدم فيه أكلات وطنه الأول، المطعم على وشك الافلاس فيبحث عن ناقد مطاعم لينشر مقالاً عن مطعمه فيخرجه من ورطته. وطبعاً الناقد فتاة جميلة يقع في حبها ويعد لها الطعام بنفسه في مطعمه. ثم استطردت أنه ربما لن يعجبك الفيلم باعتباره من فئة أفلام القناة الثانية التي تذاع في الرابعة عصراً .. فسألتني مستنكراً "وانت إيه اللي رجعك البيت الساعة أربعة العصر؟؟؟" فانفجرنا ضاحكين

لأني رأيته منتهى الحب! فماذا أكثر غواية من رجل يطبخ لامرأة؟ لا أجد شيئاً أكثر حناناً من رجل شديد الوسامة، يلف نصفه السفلي بمريلة مطبخ غامقة اللون ويزين بحرفنة شديدة طبقاٌ عليه قطع من الحلوى الفرنسية الملونة ليقدمه لحبيبته التي جلست على كرسى عالي أمام طاولة عمله تنتظر طعاماُ أعده لها خصيصاُ ليطعمه لها بأصابعه.

ولكن لأن المشهد السابق كان مستقطعاً من فيلم أجنبي يذاع الساعة الرابعة عصراً، ولأنك رجل شرقي لا تعرف كيف تطبخ طعاما مزيناً أو تخبز حلوى فرنسية ملونة، إلا أنك أشفقت على وقمت من جانبي، فكان أقصى ما قدمته لي: ساندويتش جبنة بيضاء مضافاً إليها الزيتون، لكنني أحببته جداً لأنه كان مصنوعاً بيديك ولأجل خاطري، فمع أول قضمة وجدته يفيض حناناً وفرحاً .. فحتى الطعام العادي يصبح استثنائياً فقط إذا جاء في وقته ... فتبدو لنا الدنيا وكأن لها مذاقات مفرحة.

20 comments:

Eman M said...

تاراراااا
الكلمات دى هدية لكل رجل، لازم هيطبخلك، لو كان يعرف انك هتقولى الشعر دة كله.

شعر كلاهى :)
آخر مزاج يعنى

mohra said...

بعض الكتابات ايضا تعطى الدنيا مذاقات مفرحه....تحياتى

Anonymous said...

To7faaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa
enty ezay keda? masha'allah

Nerro said...

ya Dido this is super warm, intimate keda

Dina El Hawary (dido's) said...

>> eman
mesh beytbo7'oo bardo ya Emz .. mafesh fayda ;) howa sandwich gebna a7'rek sada2eny :D

>> mohra
أشكرك يا مهرة .. تعالي زورينا تاني كتير

>> Marwa
Nawarty el blog ya Marwa Hanem ;)

>> Nerro
ya meshaga3ny dayman :) enty ely gamila wallahy ya Nerro .. kisses

Anonymous said...

Your writings have all the beautiful colours, tastes and scents of life :)

I envy you for the always excellent choice of titles :)

My reaction to this post is: *Sigh, Sigh, Sigh*

أحمد جمال said...

مذاقات مفرحة

التعبير نفسه مختلف , وغاية في الجمال

تسلمي دايماً

Dina El Hawary (dido's) said...

>> Mayada
Thanks ya gamila awy awy :) you always encourage me keda!

>> أحمد جمال
أنا مبسوطة قوي ان التعبير عجبك .. يارب دايماً
:)

Lasto-adri *Blue* said...

ah wallahi, it is very colorful :D
the one thing that set me back is the "Cheese" part :D

ana law 3amli sandwish gebna... seriously 7asblo el beet wamshy :D


sebek,,, ur words are truly unique ;)

tona said...

ولكتابتك ايضا نكهه مفرحه

Anonymous said...

You know ya Dido, I always think that the most beautiful and felt things are those that are not done out of habit, or because the person doing them is the kind of “know-how-and-when-to-do-it-all” type of men… when a man do something that is far from his nature, it means a lot, because he does it out of care and love… Lovely post my sweet friend!

doaa said...

أنا أول مرة أقرالك يا دينا
بجد أسلوبك حلو قوي ماشاء الله
الموضوع رائع وبجد الفرحة باينة بين السطور
ربنا يوفقك

Dina El Hawary (dido's) said...

>> lasto-adri
على فكرة بقا انت فايتك كتير في موضوع الجبنة ده
think twice !

>> tona
تسلميلي يا قمرة .. مبسوطة انه عجبك

>> Rou
As you said .. it means a lot wallahy :) thanks for the sweet words my dear re-discovered friend!

>> doaa
طيب أول زيارة بش مش اخر واحدة ان شاء الله، ولا إيه؟؟
شكراً يا جميلة، نورتيني

Unknown said...

ya dina ya dido's ya Baggio :)
واضح ان ساندوتش الجبنة كان جامد :)
بجد يادينا من أول العنوان اللى يخلى الواحد يقبل على الدنيا. اما بالنسبة للرسم بالكلمات فبجد كلماتك رائعة، اسلوبك سهل وبسيط وفيه احساس جميل ورقيق بتفاصيل صغيرة بس مهمة.
بس اجمل حاجة ان المدونة دى ممكن تخلى الواحد يفكر فى تفاصيل صغيرة بتحصله كل يوم وممكن تسعده بس هو مش واخد باله منها.
على فكرة، ممكن كتاباتك تأثر فى ناس كتير.
شدى حيلك.
صديق الكفاح

Mohamed Salah
Loco Para Siempre

Dina El Hawary (dido's) said...

>> mohamed
يا صلوحة ماحدش بيقولي
Baggio
دي غيرك انت وريهام
:):):)
الدنيا مليانة حاجات حلوة صغننة
دائماً هي التفاصيل الدقيقة

Anonymous said...

Dido ... what's the name of that greek guy movie ? ... I searched for it but couldnt find it ...

Dina El Hawary (dido's) said...

Yasmeen, howa film moftakas shewaya esmo "Smothered" they just screened it last wednesday on MBC 4 yaretneey 2oltelek!

http://www.reelzchannel.com/movie/222314/smothered

Reham said...

احساسك و انتي بتكتبي كمان كان مفرح يني انتي حاسستيني اني كنت موجوده كنت شايفاكي و انت بتتكلمي و شايفاه و هو بيعملك السندويتش و نفسه يعجبك كلامك معبر اوي برافو يا دينا

Kellerentrümpelung Wien said...

ياريت

وظيفة مصر said...

9. دهب أكبر شركات التوظيف فى الشرق الأوسط. مع دهب ، شركات الخليج والمملكة العربية السعودية بين يديك. نقف بجانبك ونمد يد العون لك فى مستقبلك الوظيفى. دهب تخفف عنك عناء البحث الشاق عن الوظيفة المناسبة. دهب توفر جميع الوظائف لكافة المؤهلات. مع شركة دهب ، لا داعى للقلق أو الخوف من المستقبل.