قالوا لي "هذا مفترق طرق" ... وأنا قلت "هذا كلام كبير!" ذ
لم يراودني النوم بعد لكني أستلقي على فراشي في خدرٍ لذيذ. أعقد كفاي على صدري لفترة ثم أملّ فأرفع ذراعاي وأعقدهما لتتوسدهما رأسي، هكذا لساعات وأنا أمارس عادتي المفضلة "الحملقة في السقف". ذ
أنا ... "أنا شخص فاشل" .. لا ... "أنا حيوان خرافي ضخم، غامق اللون، لزج، لحمه متساقط من جميع الجوانب، يسير ببطء، أنا كائن غبي" ... لا ... "أنا طفل تائه، يتلفت حولة فلا يجد أمه، وبيصر نفسه قصيراً جداُ وسط جموع من الناس الطوال الضخام يسيرون في جميع الاتجاهات ولا يلحظون الكائن الضئيل الذي يمرون بجانبه فبالكاد يصل لمنتصف سيقانهم، لذلك لا يسمعون بكائه ثم أيضاً لا يسمعون صراخه" .. لا لا .. "أنا لا شئ، أنا كتلة صماء بلا نفع". ذ
يتطلع فيّ السقف وأتطلع فيه .. أري في مساحته البيضاء رعبي الدائم من الدنيا الواسعة والعالم الكبير. على لوحة السقف أرى نفسي في المنتصف وحولي الطرق متفرعة، كل طريق يغريك بأنه الأفضل والأنسب والأنجح، أربع طرق، خمس طرق، بل أكثر، وتبدو جميعها متشابهة. في المفترق أجلس وحولي تناثرت سنوات عمري، تتقافز هنا وهناك، تقترب ثم تبعد كأنها تؤكد لي قدرتها على التسرب. على ظهري حقيبة أحمل بها كل ما استطعت جمعه في تلك السنوات من مواقف، وخبرات، وأدوات بسيطة، وبعض الأشياء التي اعتقد أني تعلمتها. أفتح الحقيبة وأفرغ محتوياتها على الأرض، ألتقط بعض الأشياء ثم أرتاح في جلستي وأبدأ في غزل أحلامي لتخرج بأشكال وصور متنوعة. ذ
ألملم أغراضي وتهدأ سنوات عمري المتقافزة، ألتقط من على الأرض ورقة صغيرة باقية ثم أقوم. أقرأ من الورقة بصوت عال "قـالوا لنا في ورش التنمية الذاتية أننا يجب أن نحدد أهدافنا، وأهدافنا ستحدد لنا الطرق التي سنسلكها. وإذا في يوم ما اعترتنا الحيرة أمام اختيار أحد الطرق فإن علينا حينها أن نعود لصورة مسبقة نكون قد حددناها عن كيف نتمنى أن نرى أنفسنا بعد خمس أو عشر أو عشرون عاماً من الآن ... فإذا كان الإختيار لا يخدم بأي شكل الصورة المرسومة فعلينا وقتها أن نتجاهله بعدم اكتراث!" ذ
قالوا لي أني في مفترق طرق ..أركز لأحدد أهدافي كما تعلمت ولكن تختلط على كثيراً الصور التي أريدها لنفسي بعد خمس أو عشر أو عشرون عاماً من الآن، ولكني أجرب حظي. أخذ أول حلم غزلته وأجري في أحد الطرق، أجري أجري حتى أبلغ المنتصف، يعتريني بعض الملل كأن الحلم ليس حلمي، كأنه فجأة لم يعد يناسبني، أزهد فيه وأتركه، وأعود وأنا أجر ورائي بعض الدروس المستفادة. ذ
أنا في مفترق طرق ... أقرر بعدها أنه ربما على طلب المساعدة .. أتعلم من الأخرين: أمسك بحلم أخر وأسلك هذا الطريق الذي دلني عليه الناس، لأنه مضمون، لأنهم مشوا فيه قبلي، لأنهم أشاروا علي أن هذا النجاح وأنا نفذت طمعاً في الرضا والوصول. أمشي حتى المنتصف ثم أدرك أن أحلام بعض النـاس لا تصلح بالضرورة لترضي أناس أخرين، أعـود مرة أخرى إلى المفترق وخلفي حلمي الخائب الذي لم يـتحقق. ذ
وهكذا دائماً أزهد في المنتصف، دائماً في منطقة البين بين، لا أظل في البداية ولا أنهي الطريق، هكذا أرقص على جميع السلالم .. ثم أعود للمفترق! أغمض عيناي ثم أفتتحهما مرات حتى تغيم صورة السقف وأسقط في نوم تَعِب. ذ
صباحاً أقف أمام مرأتي قبل خروجي من المنزل، أنظر جيداً إلى وجهي. أتذكر صديقة قالت لي أنها تراني امرأة ساحرة، تقول أنها لاحظتني أثناء حفلة ما كنت أتحدث وأبتسم وأتحرك واثقة بين الجموع، فوجدتني ساحرة. صديق أخر قال لي أيضاً أني نموذج لكائن حر، محدداً أهدافه وعالماً باختياراته.
أدقق النظر في المرأة لا أراني ساحرة .. ومؤكداً أنا لست انسان حر! تباً لورش التنمية الذاتية ذات الحلول البالية .. فكل ذات أعلم بنفسها، وإن كانت ذاتي عجزت عن الإبصار. ذ
لم يراودني النوم بعد لكني أستلقي على فراشي في خدرٍ لذيذ. أعقد كفاي على صدري لفترة ثم أملّ فأرفع ذراعاي وأعقدهما لتتوسدهما رأسي، هكذا لساعات وأنا أمارس عادتي المفضلة "الحملقة في السقف". ذ
أنا ... "أنا شخص فاشل" .. لا ... "أنا حيوان خرافي ضخم، غامق اللون، لزج، لحمه متساقط من جميع الجوانب، يسير ببطء، أنا كائن غبي" ... لا ... "أنا طفل تائه، يتلفت حولة فلا يجد أمه، وبيصر نفسه قصيراً جداُ وسط جموع من الناس الطوال الضخام يسيرون في جميع الاتجاهات ولا يلحظون الكائن الضئيل الذي يمرون بجانبه فبالكاد يصل لمنتصف سيقانهم، لذلك لا يسمعون بكائه ثم أيضاً لا يسمعون صراخه" .. لا لا .. "أنا لا شئ، أنا كتلة صماء بلا نفع". ذ
يتطلع فيّ السقف وأتطلع فيه .. أري في مساحته البيضاء رعبي الدائم من الدنيا الواسعة والعالم الكبير. على لوحة السقف أرى نفسي في المنتصف وحولي الطرق متفرعة، كل طريق يغريك بأنه الأفضل والأنسب والأنجح، أربع طرق، خمس طرق، بل أكثر، وتبدو جميعها متشابهة. في المفترق أجلس وحولي تناثرت سنوات عمري، تتقافز هنا وهناك، تقترب ثم تبعد كأنها تؤكد لي قدرتها على التسرب. على ظهري حقيبة أحمل بها كل ما استطعت جمعه في تلك السنوات من مواقف، وخبرات، وأدوات بسيطة، وبعض الأشياء التي اعتقد أني تعلمتها. أفتح الحقيبة وأفرغ محتوياتها على الأرض، ألتقط بعض الأشياء ثم أرتاح في جلستي وأبدأ في غزل أحلامي لتخرج بأشكال وصور متنوعة. ذ
ألملم أغراضي وتهدأ سنوات عمري المتقافزة، ألتقط من على الأرض ورقة صغيرة باقية ثم أقوم. أقرأ من الورقة بصوت عال "قـالوا لنا في ورش التنمية الذاتية أننا يجب أن نحدد أهدافنا، وأهدافنا ستحدد لنا الطرق التي سنسلكها. وإذا في يوم ما اعترتنا الحيرة أمام اختيار أحد الطرق فإن علينا حينها أن نعود لصورة مسبقة نكون قد حددناها عن كيف نتمنى أن نرى أنفسنا بعد خمس أو عشر أو عشرون عاماً من الآن ... فإذا كان الإختيار لا يخدم بأي شكل الصورة المرسومة فعلينا وقتها أن نتجاهله بعدم اكتراث!" ذ
قالوا لي أني في مفترق طرق ..أركز لأحدد أهدافي كما تعلمت ولكن تختلط على كثيراً الصور التي أريدها لنفسي بعد خمس أو عشر أو عشرون عاماً من الآن، ولكني أجرب حظي. أخذ أول حلم غزلته وأجري في أحد الطرق، أجري أجري حتى أبلغ المنتصف، يعتريني بعض الملل كأن الحلم ليس حلمي، كأنه فجأة لم يعد يناسبني، أزهد فيه وأتركه، وأعود وأنا أجر ورائي بعض الدروس المستفادة. ذ
أنا في مفترق طرق ... أقرر بعدها أنه ربما على طلب المساعدة .. أتعلم من الأخرين: أمسك بحلم أخر وأسلك هذا الطريق الذي دلني عليه الناس، لأنه مضمون، لأنهم مشوا فيه قبلي، لأنهم أشاروا علي أن هذا النجاح وأنا نفذت طمعاً في الرضا والوصول. أمشي حتى المنتصف ثم أدرك أن أحلام بعض النـاس لا تصلح بالضرورة لترضي أناس أخرين، أعـود مرة أخرى إلى المفترق وخلفي حلمي الخائب الذي لم يـتحقق. ذ
وهكذا دائماً أزهد في المنتصف، دائماً في منطقة البين بين، لا أظل في البداية ولا أنهي الطريق، هكذا أرقص على جميع السلالم .. ثم أعود للمفترق! أغمض عيناي ثم أفتتحهما مرات حتى تغيم صورة السقف وأسقط في نوم تَعِب. ذ
صباحاً أقف أمام مرأتي قبل خروجي من المنزل، أنظر جيداً إلى وجهي. أتذكر صديقة قالت لي أنها تراني امرأة ساحرة، تقول أنها لاحظتني أثناء حفلة ما كنت أتحدث وأبتسم وأتحرك واثقة بين الجموع، فوجدتني ساحرة. صديق أخر قال لي أيضاً أني نموذج لكائن حر، محدداً أهدافه وعالماً باختياراته.
أدقق النظر في المرأة لا أراني ساحرة .. ومؤكداً أنا لست انسان حر! تباً لورش التنمية الذاتية ذات الحلول البالية .. فكل ذات أعلم بنفسها، وإن كانت ذاتي عجزت عن الإبصار. ذ