ضحكنا كثيراً أمس و أنت تحدثني بقلق أن جميع أحداث ملف المستقبل التي لم اقرأها قبل ذلك كانت تدور في الأعوام 2015 و 2020 .. و قتها حين كنت تقرأ تلك الأحداث في منتصف الثمانينيات من الألفية السابقة كنت تشعر أن هذه التواريخ بعيدة جداً و أنه حتماً بحلول هذه الأعوام ستصبح أنت كالرائد نور أو أحد رفاقه الذي تحدثت عنهم القصص
نسكن الآن في القاهرة الجديدة و لكن ليست تلك التي ذكرتها قصصك
أما أنا فحدثتك عن أنه في أواخر الثمانينيان من الألفية الفائتة كانوا يطلبون منا في أواخر السنين الابتدائية أن نكتب مواضيع تعبير ساذجة عن المستقبل في الألفية القادمة .. وقتها كتبت أشياء عن رحلات فضاء سياحية يمكننا أن نرتادها على سبيل الترفيه و عن انسان آلي سيسكن معنا في المنازل ليقوم مقام الخدم و أيضاً عن سيارات غريبة الهيئة وقودها الماء و قد تطير في الهواء
الآن يعترينا القلق سوياً أننا أصبحنا في العام السابع من الألفية الموعودة و شيئاً من ذلك لم يحدث .. اللهم إلا بعض الأخبار تطالعنا في نهاية النشرات الأخبارية عن سيارات بالمواصفات التي تخيلتها أو الانسان الآلي الذي شغل بالنا كثيرأ و رحلات الفضاء أيضاً .. إلا أنه ليس لنا كمواطنين عاديين أي سبيل إلى هذه الاختراعات إلا الأخبار
يخبطنا العام 2007 و أغلب التطوارات التي استشعرناها كأناس عاديين هي الاتصالات و عجائبها .. قديماً كنا نتحدث عن هذا الهاتف الذي سيحمل صورة محدثك إليك و كان أقصى همي أنه سيتوجب علينا أن نتزين كلما تحدثنا في الهاتف، لم يحدث هذا بعد و حدث الأسوأ الذي لم ندركه وقتها
أصبحنا الآن نسير و هواتفنا في جيوبنا و الشركات تتنافس في الإعلان أنك أصبحت متصل في أي واحة .. عرض بحر .. صحراء .. و حتى نفق
لم نحتاج بعد أن نتزين كلما تحدثا في الهواتف كما اعتقدت قديماً و لكننا نحناج أن نتكلف كلما حاصرنا أحد عبر هواتفنا المحمولة عن أين نحن و مع من نكون .. و لماذا لم نرد .. و موقعنا على الكوبري أ يضاً إذا لزم الأمر
صدقني اقلق كثيراً لشعوري أن مجال هروبي من الآخريين يتقلص بمرور الزمن .. أخاف كثيراُ من فكرة اختراق خصوصيتي المستمرة .. املّ اضطراري الدائم لتقديم المبررات و التعليلات .. ببساطة لا يتسع دائماً الوقت الذي اخصصه لشئ محبب ان تـشوشه المكالمات .. هل اسأل الكثير