قال لنا أحد مدرسينا أيام الجامعة أن الرواية يجب أن تقرأ كاملة مرة واحدة، وإنك إذا بدأت قراءة رواية ثم تركتها لظروف على أن تكملها فيما بعد فإنك بذلك تفقد الرواية نصف جمالياتها
شئ من هذا القبيل - كتاب صادر عن دار الشروق في 2007 وهو آخر ما نشرللمبدع إبراهيم أصلان ذو
الأسلوب الرائق، يضم الكتاب مجموعة من المقالات التي نشرت للكاتب في جريدتي الأهرام والكرامة خلال العامين الماضيين. هذه المقالات تحتار في تصنيفها بين التجارب الشخصية، السيرة الذاتية، القصص القصيرة، النصوص الإبداعية، أو المذكرات
فالكتاب رغم أنه ليس برواية والقصص الواردة به منفصلة - نسبياً - عن بعضها البعض، إلا أنني أرى أن
قرائته في جرعة واحدة تضيف له حلاوة لا متناهية. المقالات الواردة تتبع ترتيب زمني يبدأ فيه أصلان بالحديث عن طفولته وبعض ذكريات المدرسة مع ظهور إمبابة مكان مسكنه القديم كخط واضح في جميع القصص. ثم يتطور الكاتب بالحديث عن إكتشافه طريقه إلى الكتابة وإتجاهه إلى القصة القصيرة مع إهتمامه بسرد ذكرياته مع الكثير من الكتاب العملاقة كنجيب محفوظ، يحي حقي، وتوفيق الحكيم
يحدثنا أصلان أيضاً عن الكثير من الكتب والأفلام الذي قديعنيك قرائتها أو مشاهدتها - لجهلي لا أعرف الكثير من هذه الأعمال - ولكني خرجت بعد قراءة الكتاب بقائمة طويلة لأعمال فنية أتشوق لتجربتها
.
أصلان يـشحننا في كتابه بكلام كثير عن القراءة والكتابة ودروس كثيرة عن رؤيتنا للإبداع وطرق تعبيرنا عن ذواتنا وعن العالم من حولنا
لم تختفي إمبابة أبداً عن حديث أصلان ولكنه في القصص الأخيرة من الكتاب يحدثنا بطريقة غير مباشرة عن وجع إقتلاعه من إمبابة و انتقاله إلى مسكنه الجديد بالمقطم
الكتاب ملهم لكل قارئ، كاتب، أو صاحب موهبه يبحث عن طريقه ويؤمن أن لديه شئ يقدمه حتى وإن
كان لا يعرفه